صهيب الرومي وهو صهيب بن سنان النمري الربعي، صحابي من صحابة النبي محمد أسلم مبكرا في دار الأرقم وجهر بإسلامه ولقي في ذلك تعذيبا من قريش.
شهد جميع مشاهد وغزوات النبي محمد معه.

صفته

وكان صهيب رجلًا أحمر شديد الحمرة، ليس بالطويل ولا بالقصير وهو إلى القصر أقرب، وكان كثير شعر الرأس، وكان يخضب بالحناء.

نشأته

كان أبوه سنان بن مالك، أو عمه، عاملًا لكسرى على الأبلة في الموصل، ويقال كانوا في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل فأغارت الروم عليهم فسبت صهيبا وهو غلام صغير، فقال عمه: أنشد بالله الغلام النمري دج به الروم وأهلي بالنبي
والنبي اسم القرية التي كان أهله بها فنشأ صهيب بين الروم فصار ألكن ثم ابتاعته منهم قبيلة كلب ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان القرشي منهم فأعتقه فأقام معه بمكة إلى أن مات ابن جدعان وبُعث النبي محمد فأسلم. وأما ولده فيقولون أنه حين بلغ وعقل بعد سبي الروم له هرب منهم حتى قدم مكة فحالف عبد الله بن جدعان وأقام معه.

إسلامه وهجرته

أسلم مبكرا هو وعمار بن ياسر في يوم واحد حين التقيا عند باب دار الأرقم يريدان سماع النبي محمد وكان إسلامها بعد إسلام بضعة وثلاثين رجلا.
حينما أراد صهيب الهجرة من مكة إلى المدينة نصف شهر ربيع الأول تبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته ثم قال:
يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا، وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شئ، فافعلوا ما شئتم، فإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي .
فقالوا: "نعم"، ففعل. فقدم المدينة وهو رمد قد أصابته مجاعة شديدة فلما وصل قباء وجد بها والنبي محمد مع أبي بكر وعمر فأقبل يأكل التمر فقال النبي محمد: «تأكل الرطب وأنت رمد» فقال صهيب: صهيب الرومي إنما آكله بشق عيني الصحيحة
فتبسم النبي محمد ثم قال صهيب لأبي بكر:وعدتني أن نصطحب فخرجت وتركتني
وقال للنبي محمد :وعدتني يا رسول الله أن تصاحبني فانطلقت وتركتني فأخذتني قريش فحبسوني فاشتريت نفسي وأهلي بمالي
فقال له النبي محمد: «ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع» ونزلت فيه آية من القرآن هي:وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ
ثم قال صهيب:يا رسول الله ما تزودت إلا مدا من دقيق عجنته بالأبواء حتى قدمت عليك
ونزل في المدينة على سعد بن خيثمة الأوسي.

روايته للحديث

روى عنه من الصحابة عبد الله بن عمر وجابر وأولاده، ومن التابعين كعب الأحبار، وسعيد بن المسيب وعبد الرحمن ابن أبي ليلى، وأسلم مولى عمر، وجماعة. وروي أنه كان يقول:هلموا نحدثكم عن مغازينا فأما أن أقول قال رسول الله فلا

وفاته

توفي في المدينة المنورة ودفن بالبقيع شهر شوال سنة 38 هـ وقيل سنة 39 هـ. وعمره آنذاك 70 وقيل 73 سنة.