بسم الله الرحمان الرحيم
الخطبة الأولى
| |
قال تعالى:
اعلم أن الإيمان بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله من أركان الإيمان –والقرآن العظيم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى وقد خصه الله بمزايا تميز بها عما تقدم من الكتب المنزلة: فما القرآن؟ وما الذي تميز به عما سواه من الكتب؟ وما فضائله؟ وما الشبهات التي تدور حوله؟ وهل الأمة بحاجة إليه؟ وكيف ينبغي أن نتلقاه؟
أما القرآن: فهو كلام الله المعجز المنزل على محمد بن عبد الله
وينبغي أن تعلم:
أن الكلام يعظم بعظم قائله، فكيف إذا كان المتكلم هو الله عز وجل؟ جبار الأرض والسماء سبحانه بل يعلمنا الله سبحانه أن القرآن لو أنزل على جماد لتصدع وانشق من خشية الله، قال تعالى:
إن القرآن العظيم تميز عن سواه من الكتب بأمور ثلاثة:
أ- بالحفظ فلا تحريف ولا تبديل:
ب- تضمن المنهج المتكامل:
ج- للخلق أجمعين:
وأما فضائله:
1- الخيرية لأهله: للحديث: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))([1]).
2- الرفعة لقارئه: للحديث: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها))([2]).
3- الشفاعة لصاحبه: للحديث: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه))([3]).
4- الأجر العظيم لقارئه: للحديث: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول:
5- خيرية وفضائل لا تنتهي: للحديث:((إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته))([5]).
6- حضور الملائكة للاستماع: للحديث:((أن أسيد بن حضير بينما هو في مربده يقرأ إذ جالت (اضطربت) فرسه، فقرأ فجالت فرسه قال: فانصرفت وكان يحي (ابنه) قريبا منها. قال: خشيت أن تطأ عليه (أي تمشي عليه الفرس) فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج (المصابيح)عرجت في الجو حتى ما أراها، فقال
7- فرار الشيطان من البيوت العامرة بالقرآن: للحديث: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ))([7]).
8- وفي القرآن سور لها ميزة كالفاتحة لقول النبي
وآية الكرسي: للحديث: ((سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت وفيه شيطان إلا خرج منه: آية الكرسي))([10])، والكهف في يوم الجمعة، للحديث: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين))([11]) وتبارك، للحديث: ((إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك))([12])، ((وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن))([13]). والمعوذتان: ((قل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق، للحديث: تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما))([14])، ويس للحديث: ((قلب القرآن يس لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له اقرؤوها على موتاكم))([15]).
وأما الشبهات التي حول القرآن: فأعداء الله حريصون أن يشككوا المسلم بمصدر الخير كله، بمنهج الحياة، حتى يقطعوا الصلة فيما بينه وبين النور وما التخبط التي تعيشه الأمة على مستوى الأفراد والجماعة إلا لذلك الظلام الذي تعيشه.
ومن هذه الشبهات: أن القرآن من عند محمد بن عبد الله
ثم يضاف إلى ذلك ردود أخرى قالها العلماء منها:
كانت تمر على رسول الله
فلو كان القرآن من عند محمد
ثم كيف يحاسب الرسول
ج- الإخبار بالأمور المستقبلة: كانت فارس ظاهرة على الروم وكان المشركون يحبون ذلك وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس لأنهم أهل كتاب فأنزل الله قوله:
قال ابن كثير: وكانت نصرة الروم على فارس يوم وقعة بدر في قول طائفة كثيرة من العلماء كابن عباس والثوري والسدي وغيرهم([17]).
فالإخبار عن أمر مستقبلي وتحديد المدة وإعلام أنه يوافق نصرا للمؤمنين، هذا لا يمكن لبشر أن يقطع به بل هو أمر لا يمكن أن يقطع به إلا الله سبحانه الخالق علام الغيوب جل جلاله .
د- الحقائق العلمية: التي عرفها العلم مؤخرا بعد بحث ودراسة وتنقيب من ذلك وجود حاجز بين البحر والنهر فلا يبغي أحدهما على صاحبه ولا يختلط به وقال تعالى:
ثم قوله تعالى:
ومما عرف العلم أن الجلد تتركز فيه أعصاب الإحساس، فحروق الدرجة الأولى أشد ألماً من حروق الدرجة الثانية أو الثالثة حيث تضعف أعصاب الإحساس، وغير هذا كثير مما كتبه العلماء أمثال كتاب: (الله يتجلى في عصر العلم) (العلم والإيمان) (الطب في محراب الإيمان).
الخطبة الثانية
هل الأمة بحاجة إلى القرآن؟
اعلم أن الله تعالى سمى القرآن العظيم بأسماء تدل عليه، فسمى الله القرآن:
أ- روحاً: قال تعالى:
ب- الفرقان: قال تعالى:
ج- الذكر: قال تعالى:
كيف ينبغي أن نتلقاه؟
التلقي للتنفيذ: وهذا هدي السلف رضوان الله عليهم، يقول عبد الله بن مسعود: (ما كنا نحفظ من كتاب الله إلا خمسة أو عشرة آيات حتى نعمل بها ثم نعود فنحفظ خمسا أو عشرا أخرى) فكتاب الله سبحانه لم يتنزل للقراءة على الموتى للبركة بل على الأحياء حتى ينتفعوا في تنظيم أحوالهم.
التعظيم لكتاب الله: فلا ينبغي للأمة التي كرمها الله تعالى - بإنزال هذا الكتاب العظيم عليها- أن تلتفت إلى فضلات وضلالات الآخرين، قال تعالى:
فذلك منتهى سوء الأدب مع الله أن نقدم الأهواء والآراء على قول الله وقول رسوله
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا لكم