¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ مدونة إسلامية للسيد* مصطفى عماد بن الشيخ الحسين * تالمست المغرب
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

2018/12/29

أدب النبي مع ربه

Print Friendly and PDF

الخطبة الأولى
إن الْحَمْد لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أما بعد
فَأُوصِيكُم -أَيُّهَا النَّاسُ- وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
عباد الله،مَنْ تَأَمَّلَ سِيرَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَرَأَ فِي أَوْصَافِهِ وَدَلَائِلِ نُبُوَّتِهِ؛ هَالَهُ مَا فِيهَا مِنِ اتِّصَافِهِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ، وَمَا طُبِعَ عَلَيْهِ مِنْ كَمَالِ الْأَدَبِ، وَهُوَ أَمْرٌ شَهِدَ لَهُ بِهِ أَصْحَابُهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- كَمَا شَهِدَ لَهُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ، وَعَرَفَهُ النَّاسُ عَنْهُ قَبْلَ الْبَعْثَةِ وَبَعْدَهَا، وَكَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ وَيُوَاجِهُهُمْ، وَيَسْتَقْبِلُ الْوُفُودَ وَيَسْتَضِيفُهُمْ، وَيَزْدَحِمُ النَّاسُ عَلَيْهِ فِي المَوَاسِمِ وَالمَوَاقِفِ، وَرُبَّمَا آذَوْهُ بِالْإِلْحَاحِ فِي الطَّلَبِ؛ فَمَا حُفِظَتْ عَنْهُ كَلِمَةٌ تُعَابُ، وَلَا نُقِلَ عَنْهُ فِعْلٌ يُنْتَقَدُ، وَكَانَ يُقَابِلُ جَهْلَ الْجَاهِلِينَ بِالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ وَالْإِحْسَانِ.
وَلَا عَجَبَ فِي ذَلِكَ؛ إِذْ كَانَ يَتَمَثَّلُ كَلَامَ اللهِ تَعَالَى فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَيَتَأَدَّبُ بِآدَابِهِ وَأَخْلَاقِهِ، قَالَ سَعْدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}» رَوَاهُ أَحْمَدُ.
فَمَنْ تَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِ الْقُرْآنِ فَقَدْ تَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَتَكُونُ أَخْلَاقُ المُؤْمِنِ قُرْبًا وَبُعْدًا مِنْ أَخْلَاقِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِحَسَبِ قُرْبِهِ وَبُعْدِهِ مِنْ أَخْلَاقِ الْقُرْآنِ.
وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَأْنٌ عَجِيبٌ فِي الْأَدَبِ مَعَ اللهِ تَعَالَى، وَأَرَادَ مِنْ أَتْبَاعِهِ أَنْ يَسِيرُوا سِيرَتَهُ، وَأَنْ يَتَأَسَّوْا بِهِ فِي أَدَبِهِ مَعَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَالتَّوْحِيدُ الَّذِي جَاءَ بِهِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الشِّرْكِ، وَالْتِزَامُ الشَّرَائِعِ الرَّبَّانِيَّةِ، كُلُّ أُولَئِكَ مِنَ الْأَدَبِ مَعَ اللهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّ الشِّرْكَ وَالمَعَاصِيَ تُنَافِي الْأَدَبَ مَعَهُ سُبْحَانَهُ.
وَإِذَا تَجَاوَزْنَا ذَلِكَ إِلَى بَعْضِ المَوَاقِفِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا أَدَبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ رَأَيْنَا أَعْجَبَ الْعَجَبِ؛ فَفِي سُورَةِ النَّجْمِ ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى الْإِسْرَاءَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا حَبَاهُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الْآيَاتِ وَالْكَرَامَاتِ، كَمَا نَوَّهَ سُبْحَانَهُ بِأَدَبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْنَاءَ المِعْرَاجِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى} [النَّجم: 13-18].
لِنَتَأَمَّلْ –عِبَادَ اللهِ– هَذِهِ المَنْزِلَةَ الَّتِي بَلَغَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَرَأَى مِنْ آيَاتِ اللهِ تَعَالَى الْكُبْرَى مَا رَأَى، وَرَأَى سِدْرَةَ المُنْتَهَى الَّتِي غَشِيَهَا أَلْوَانٌ عَجَزَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَصْفِهَا مِنْ حُسْنِهَا، وَدَخَلَ الْجَنَّةَ فَرَأَى فِيهَا حَبَايِلَ اللُّؤْلُؤِ، وَرَأَى تُرَابَهَا المِسْكَ، وَانْتَهَى إِلَى مَقَامٍ لَمْ يَبْلُغْهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَكَلَّمَهُ اللهُ تَعَالَى فَأَوْحَى إِلَيْهِ مَا أَوْحَى... فِي هَذَا المَقَامِ الْعَظِيمِ، وَفِي هَذَا المَوْضِعِ المَهِيبِ، لَمْ يَتَجَاوَزْ بَصَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أُمِرَ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ؛ أَدَبًا مَعَ اللهِ تَعَالَى، رَغْمَ أَنَّ المَوْقِفَ يَدْعُوهُ إِلَى تَجَاوُزِ ذَلِكَ؛ فَهِيَ الْجَنَّةُ، وَهِيَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ وَمَا فَوْقَهَا، وَهِيَ سِدْرَةُ المُنْتَهَى وَجَمَالُهَا، وَهِيَ أَعْلَى المَنَازِلِ، وَأَشْرَفُ المَقَامَاتِ. يَصِفُ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؛ مُخْبِرًا عَنْ أَدَبِهِ مَعَهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ أَدَبٌ فَاقَ كُلَّ أَدَبٍ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «مَا زَاغَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا وَلَا طَغَى، وَلَا جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ».
وَهَذَا كَمَالُ الْأَدَبِ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَنْ قَامَ مَقَامًا أَقَامَهُ اللهُ تَعَالَى فِيهِ، وَلَمْ يَقْصُرْ عَنْهُ، وَلَا تَجَاوَزَهُ، وَلَا حَادَ عَنْهُ، وَهَذَا أَكْمَلُ مَا يَكُونُ مِنَ الْأَدَبِ الْعَظِيمِ، الَّذِي فَاقَ فِيهِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ.
وَأَدَبٌ آخَرُ مَعَ اللهِ تَعَالَى ظَهَرَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رِحْلَةِ المِعْرَاجِ؛ إِذْ لمَّا فُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً، وَأَشَارَ عَلَيْهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمُرَاجَعَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَسْأَلُهُ التَّخْفِيفَ عَلَى أُمَّتِهِ، فَرَاجَعَهُ حَتَّى صَارَتْ خَمْسًا فِي الْفِعْلِ وَخَمْسِينَ فِي الْأَجْرِ، أَشَارَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ بِمُرَاجَعَتِهِ لِتَخْفِيفِهَا، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُخْبِرًا عَنْ ذَلِكَ: «فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي»،رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.
وَمِنْ أَدَبِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَعَ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ: كَثْرَةُ ثَنَائِهِ عَلَيْهِ فِي كُلِّ مُنَاسَبَةٍ، وَلمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَفْتَتِحُونَ خُطَبَهُمْ بِذِكْرِ مَآثِرِهِمْ أَوْ مَآثِرِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ؛ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَخْطُبُ خُطْبَةً إِلَّا افْتَتَحَهَا بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ؛ أَدَبًا مَعَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يُذْكَرَ شَيْءٌ قَبْلَ اسْمِهِ سُبْحَانَهُ، أَوْ يُثْنَى عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ قَبْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «كَانَتْ خُطْبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَحْمَدُ اللهَ، وَيُثْنِي عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ...» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَمِنْ أَدَبِهِ مَعَ اللهِ تَعَالَى: أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ أَصْحَابَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُ- اسْتِفْتَاحَ الدُّعَاءِ بِالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ تَعَالَى، فَعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجِلَ هَذَا»، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: - أَوْ لِغَيْرِهِ - «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِمَا شَاءَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَأَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ...
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحمد لله على إحسانِه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: مِنْ سُوءِ الْأَدَبِ مَعَ اللهِ تَعَالَى أَنْ يُمْتَهَنَ اسْمُهُ بِإِلْقَاءِ الْكُتُبِ أَوِ الصُّحُفِ الَّتِي فِيهَا اسْمُهُ سُبْحَانَهُ، أَوِ افْتِرَاشِهَا، أَوْ وَطْئِهَا، أَوْ كِتَابَةِ اسْمِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى أَقْمِصَةٍ تُرْمَى وَتُوطَأُ وَيُدْخَلُ بِهَا فِي دَوْرَاتِ المِيَاهِ، وَرُبَّمَا لُوِّثَتْ بِالْقَذَرِ عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ، وَأَشَدُّ مِنْهُ أَنْ يُفْعَلَ ذَلِكَ بِآيَاتٍ مِنْ كِتَابِهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَمِنْ أَدَبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: نَهْيُهُ الشَّدِيدُ عَنِ الْغُلُوِّ فِيهِ، وَرَفْعِهِ فَوْقَ مَنْزِلَتِهِ الَّتِي بَوَّأَهُ اللهُ تَعَالَى إِيَّاهَا، أَوْ صَرْفِ شَيْءٍ مِنَ الْعُبُودِيَّةِ لَهُ؛ كَمَا يَفْعَلُهُ المَفْتُونَةُ قُلُوبُهُمْ، المُبْتَدِعَةُ فِي دِينِهِمْ، مِمَّنْ يَسْتَغِيثُونَ بِالنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَوْ يَتَوَسَّلُونَ بِهِ، أَوْ يَصْرِفُونَ لَهُ شَيْئًا مِنَ الْعِبَادَةِ، وَهَذَا مِمَّا يُبْغِضُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؛ لِأَنَّهُ مِنْ أَشَدِّ أَنْوَاعِ سُوءِ الْأَدَبِ مَعَ اللهِ تَعَالَى؛ وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ. وَذَلِكَ أَنَّ النَّصَارَى أَلَّهُوا المَسِيحَ عَلَيْهِ السَّلَامُ،وَتَجَاوَزُوا بِهِ مَنْزِلَتَهُ فَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ أَنْ يَكُونُوا مِثْلَهُمْ.
ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله، فقد أمركم الله بذلك حيث يقول جل في علاه: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللّهمّ صلِّ وسلِّم وزد وبارك على عبدِك ورسولك محمّد وعلى آلِه وصحبه أجمعين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي مرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى
اللهم من أرادنا وأراد بلادنا بسوءٍ فرُدَّ كيدَه في نحره، واجعل تدبيرَه دمارًا عليه، اللهم انصُر جنودَنا المُرابِطين على حُدود بلادِنا، اللهم كُن لهم مُؤيِّدًا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا، اللهمَّ احفظْ بلادَنا وبلادَ المسلمينَ من كيدِ الأعداءِ .. اللهم كُنْ لإخوانِنا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ، فَرِّج همَّهم، ويَسر أمرَهم، اللهمَّ أَمِّنْ خائفَهم، وأَطعمْ جائعَهم، وفُكَّ أسيرَهم، وداوِ جريحَهم .. اللهمَّ أبدلْ خوفَهم أمناً، وأبدلْ حربَهم سِلماً، وأبدلْ ذلَّهم عِزَّاً، وأبدلْ فقرَهم غنىً يا أرحمَ الرَّاحمينَ .. نَسْأَلُكَ اللهمَّ نَصْرًا تُعِزُّ بِهِ الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ، وَتٌذِلُّ بِهِ البَاطِلَ وَأَهْلَهُ.
سبحان ربِّك ربِّ العزة عمّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم